الطحالب الخضراء المزرقة في إزهار كامل
تأثير مزارع الألبان على البيئة وفقًا لنتائج دراسة أُجريت في عام 2008، فإن صناعة الألبان الأمريكية تنتج في المتوسط 2.05 كجم من ثاني أكسيد الكربون لكل لتر من الحليب المستهلك (ثوما وآخرون، 2013). وتتراكم 72٪ من هذه الكمية حتى بوابة المزرعة. وهذا يعني أن هناك الكثير مما ينبغي عمله لزيادة كفاءة المزرعة عن طريق استخدام مراجل الغاز الحيوي وإنتاج السيلاج .
يسلط هذا الضوء على الفرصة الكبيرة للصناعة في إجراء التحسينات على المزارع، وتحديدًا من حيث إدارة السماد الطبيعي والتحكم في انبعاثات غاز الميثان المعوي. وتتأثر مصادر الانبعاثات هذه، بالإضافة إلى العبء الناتج عن العلف، بشكل كبير بكفاءة تحويل العلف في المزرعة. (أي مدى سهولة هضم الأبقار للمكملات الغذائية). حيث يؤدي تحسين كفاءة التحويل إلى تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة من المصادر الثلاثة جميعها (ثوما وآخرون، 2013). وحتى نضع هذا الرقم في موضعه الصحيح، كشفت مراجعة البصمة الكربونية لخط عصير البرتقال تروبيكانا التابع لمجموعة بيبسي كولا عن انبعاث 899 جرامًا من ثاني أكسيد الكربون لكل لتر. وهذا أقل بنسبة 57٪ من الانبعاثات الناتجة عن إنتاج الألبان في الولايات المتحدة.
يمكن استعادة 80٪ من مخلفات مزارع الألبان باستخدام التقنيات الحالية. ومع ذلك، هناك نقص كبير في اعتماد هذه الأنواع من التقنيات. ففي عام 2014، تم تركيب تقنية الغاز الحيوي في 26 مزرعة فقط من أصل 1,496 مزرعة ألبان في ولاية كاليفورنيا، وقد توقفت 17 منها عن استخدام المعدات. تستكشف أطروحة من إعداد ديزيريه لي ليبارلي المعوقات التي تحول دون اعتماد التقنيات في صناعة الألبان. وتضمنت أسباب قلة الإقبال على تقنيات التحكم في الانبعاثات في كاليفورنيا "التكاليف الأولية للتنفيذ مقترنة بانخفاض أسعار الطاقة المتفاوض عليها وتغيير لوائح الانبعاثات".
ومع ذلك، فقد انتشر الاعتماد الناجح لتكنولوجيا التحكم في الانبعاثات في هولندا. فهناك، بدأ مزارعو إنتاج الألبان، مدعومين باستثمارات كبيرة من الحكومة الهولندية، في استكشاف فوائد تكنولوجيا الغاز الحيوي.
ويمكن أن يفسر التحول نحو الإنتاج الكثيف للألبان تردد صغار المزارعين في زيادة الاستثمار في هذه التكنولوجيا. وتضمنت أطروحة ليبارلي إحصائية من وزارة الأغذية والزراعة بكاليفورنيا في عام 2013 تشير إلى زيادة بنسبة 70٪ في أحجام القُطعان بين عامي 2000 و2012، من 696 بقرة لكل عملية إلى 1186 بقرة. على النقيض من ذلك، يتم حلب 60 بقرة فقط يوميًا في مزرعة روبرت سيستر (مُزارع إنتاج الألبان البريطاني الذي قابلناه في الدرس 1.6).
يظل السماد عنصرًا أساسيًا في الممارسة الزراعية، ويتم جمعه على نطاق واسع لمعالجته وتحويله إلى أسمدة. ويعمل أوسكار شومانز من جامعة ومركز أبحاث واجينينجن في هولندا على مشروع لاستخراج قيمة من السماد الطبيعي، ويقول: "علينا أن ننظر إلى [السماد] على أنه أكثر من مجرد نفايات، إنما كمصدر للمعادن التي نحتاجها للإنتاج [الزراعي]". وترجع أهمية هذا الأمر إلى أنه في حالة ترك روث الأبقار دون معالجة، فإن فائض النترات والفوسفات فيه سيتسرب إلى المجاري المائية، مما يتسبب في تكاثر الطحالب والتلوث في عملية تعرف باسم فرط المغذيات.
وقد يعود ضعف الإقبال على تقنيات الاستخراج إلى استمرار انخفاض تكلفة مصادر طاقة الغاز والفحم في الولايات المتحدة. ورغم أن مزارع الإنتاج المكثفة واسعة النطاق يمكن أن تسهم في تعزيز الكفاءة، إلا أن هذا قد يأتي على حساب الجودة، كما حدث في صناعة القهوة.
نسبة الهدر من الحليب
نعرض لكم في هذا الفيديو طريقة نستخدمها لتتبع هدر الحليب وتقليله في المقاهي
يرتبط الحد من هدر الحليب بوعي المقاهي بالانبعاثات الكربونية. وقد أوضحت مراجع نُشرت في عام 2013 أن نسبة الهدر تصل إلى 20٪، مما يشير إلى وجود فرصة كبيرة لتقليل انبعاثات غاز الميثان بشكل كبير وتعويض الزيادة في تكاليف الإنتاج التي سبّبها التحول إلى الألبان المتخصصة. وسيساعدك التمرين التالي على معرفة المزيد عن هذا الهدر: لحساب نسبة الهدر من الحليب، اجمع الحليب الفائض من مناوبة عمل كاملة الذي كنت تنوي التخلص منه لولا ذلك، ثم احسب الكمية الإجمالية لزجاجات الحليب التي فتحتها خلال مناوبة العمل. واحسب النسبة التي يشكلها الحليب المُهدر من هذه الكمية. ويمكن لمعدي القهوة في المنزل الحصول على نسبة أقل موثوقية ولكنها مفيدة، حتى عند حساب عملية صب واحدة. وتعتبر النسبة الأقل من 5٪ ضرورية لمعدي القهوة المحترفين.
ما يهمنا هنا هو أكثر من مجرد التكلفة البيئية لهدر الحليب. فحتى مع تحقيق نسبة 5٪ من هدر الحليب، ما تزال المقاهي المتخصصة تتكبد خسائر مالية كبيرة. فعلى سبيل المثال، تشتري المقاهي متوسطة الحجم اللتر الواحد من الحليب الجيد المنتج من قطيع واحد في المملكة المتحدة بحوالي 0.80 جنيه إسترليني. ويبلغ متوسط إنتاج مقاهي المملكة المتحدة حوالي 300 مشروب يوميًا، 90٪ منها عبارة عن مشروبات حليب. فإذا قدرنا أن إعداد مشروب الحليب بالحجم النموذجي يتطلب حوالي 150 مل من الحليب، فإن متوسط قيمة فاتورة الحليب للمقهى ستكون أقل بقليل من 11,826 جنيه إسترليني سنويًا (16,067 دولار أمريكي). وحتى وإن بلغت نسبة الهدر من الحليب 5٪، فلا يزال هناك هدر بقيمة 600 جنيه إسترليني تقريبًا (815 دولار أمريكي) من الحليب كل عام.